الأربعاء، 11 مايو 2011

مواطنات كشفن لـ الشرق تجاربهن المريرة في مستشفى النساء ...قصص مؤلمة عن أخطاء طبية قاتلة أثناء الولادة
2008-10-27


أمهات قطريات يتفاعلن مع برنامج وطني الحبيب حول الأخطاء الطبية

أبو أحمد: فقدت ابنتي لعدم إدراك الطبيبة خطورة الولادة الطبيعية لزوجتي

أم طلال: الطبيب أكد أنني تعرضت لخطأ طبي بموعد الولادة

أم صالح: الأخطاء جعلت الولادة كابوسا يطاردني منذ بداية الحمل

أم عبدالله: تعرضت لجرح في رجلي أثناء الولادة

أم محمد: عشت مأساة حقيقية قبل الولادة ونجيت منها بفضل الله

أم عبد الرحمن: كدت الفظ أنفاسي أثناء المخاض والممرضات غير مباليات بوضعي
:



المقصب الآدمي.. هذا المسمى الذي اعتدنا سماعه لدى السيدات في المجتمع القطري والذي يطلق على (غرفة الولادة بمستشفى النساء والولادة) وبالتأكيد لا ينطبق هذا على جميع الحالات ولكن ما يجعلنا نتطرق إلى هذا التحقيق هو تعدي الخطوط الحمراء وتعدي المعدل الطبيعي للأخطاء الطبية المحتلمة!! التي تناول جانبا منها برنامج وطني الحبيب صباح الخير باذاعة قطر الذي يقدمه المذيع القطري المتألق حسن الساعي والمذيعة عبير والذي علت فيه أصوات النساء والأزواج والأهالي من هول ما حدث معهم وتضامناً معهم ولان سلامة الإنسان تعني لنا الكثير تطرقنا إلى هذا التحقيق الذي من خلاله يكشف لنا الكثير من الحقائق التي قد تغيب عن مسمع أحد منا بالرغم من أن الأغلبية العظمى تعلمها، لأننا جميعاً نعيش بمجتمع واحد وعلى أرض واحدة.. والمقولة المشهورة التي تقال (من يخرج من غرفة الولادة والعمليات أو بشكل أدق من المستشفى خرج من الشر كله!).
 

بالطبع هناك أطباء على درجة كبيرة من الكفاءة.. وهناك طاقم تمريض جيد ولكن تبقى المشكلات البارزة والأخطاء الطبية المتكررة والمتشابهة بل والمتطابقة لكثير من الحالات.. تتحدث عن نفسها حتى لو حاولنا إقناع أنفسنا بأننا على خطأ وان ما يحدث للسيدات حالات شاذة ! ولكن الشواذ تعدت الواقع! وأصبح واقعنا يتألم مع كل صرخة سيدة تلد.. ومع بكاء كل طفل يخرج للحياة وقد تيتم مبكراً دون أن يلمح ملامح والدته التي حملته بين أحشائها واخذ يبحث عن صوتها مابين الأصوات!، ومع ولادة كل سيدة قصة جديدة ضمن مسلسل الآلام اللامنتهي.

فهل يعقل أن نلزم الصمت في وطن الديمقراطية والحريات؟!

قررنا التعمق في دهاليز حكايات النساء لنكشف المستور ونقف عندها لعلنا نصل إلى حلول وينتهي هذا المسلسل الذي يذكرنا بالمسلسلات المدبلجة الطويلة التي لا تنتهي ! هل أصبحت حياة الآخرين لعبة بأيدي من لا يدرك معنى الحياة ومعنى أن نكون جزءا من مجتمع نفتخر به.. أم أصبح الطب لبس بالطو ابيض وسماعة!!
فكم من سيدة أصبحت غرفة الولادة بالنسبة لها مصدر خوف وحكاية لا تنتهي.. ومن هذه البداية تبدأ الحكاية.

يبدأ بو أحمد سرد قصة زوجته بكل الم وحسرة، واخذ يتنهد ويتذكر ابنته التي فقدها بغمضة عين.. يقول:

زوجتي أم لطفلين ولدتهما (بعملية قيصرية) ومن الطبيعي جداً أن الولادة الثالثة تكون أيضا قيصرية.. وقد أعطتها الطبيبة موعدا لإجراء العملية القيصرية.. ولكن الله كتب لها أن يأتيها الطلق مبكراً أي قبل موعد دخولها المستشفى لإجراء العملية، شاهدت حالتها طبيبة (قطرية) والتي لا تزال زوجتي تدعي عليها بمركز الطوارئ وقالت لها سنحولك لغرفة الولادة لأنك من الممكن أن تلدي بشكل طبيعي دون إجراء عملية قيصرية... وقد وضحنا لها أنها أجرت عمليتين قيصريتين في السابق ولكن الطبيبة أصرت على رأيها وجلست زوجتي تتألم لمدة يومين متواصلين بغرفة الولادة وبعد الجهد والتعب على الأم والجنين وبالصدفة كان هناك طبيب زائر (روسي) مر عليها ضمن المرضى بغرف الولادة وعند قراءته للملف، قال إن هذه المريضة لابد أن تدخل غرفة العمليات لإجراء عملية قيصرية.. أجريت العملية وأنجبت طفلة جميلة ونظراً لما تعرضت له الأم والطفلة من مجهود وصراع كبيرين.. تعب قلب الطفلة وأسرعوا بها إلى العناية المركزة وبعد أيام تم اجراء عملية جراحية لها بالقلب.. العقل والواقع يقول بأن المجهود الذي تعرضت له الطفلة أثر على صحتها.. وبعد خمسة وعشرين يوماً انتقلت طفلتنا إلى الرفيق الأعلى دون ذنب غير خطأ الطبيبة بإبقائها في غرفة الولادة دون معنى.. وبكل صراحة وكما أسلفت مازلنا نرفع أيدينا بالدعاء عليها بأن يأخذ الله حقنا من هذه الطبيبة!

وتروي أم مبارك (قطرية) حكايتها بالقول:

كنت في غرفة الولادة.. حالي كحال باقي النساء كنت أتألم آلام الطلق التي لا تطاق.. أتى إلي الدكتور و بوجه عبوس وصرخ بوجهي وقال لي اسكتي انتِ لست أول امرأة تلد وتطلق ولديك الكثير من الأولاد (خلاص يكفيك ولادات واعيال وأنت كبيرة مادام حملت تحملي ذلك الألم تعملوها وتدوشوا دماغنا معاكم) وأنا هنا أتساءل أهذا الكلام يقال ونحن نعتصر الماً وحزناً !! فهذا الكلام زادني الما وحزنا وضاق صدري أكثر مما أنا عليه.. و لم أجد امامي إلا البكاء والنواح على حالي البؤس!!

وتحكي أم طلال..( قطرية) قصتها بالقول:

كنت منتظمة في مواعيدي أراجع العيادة الخارجية بمستشفى الولادة ولم انقطع عن طبيبتي وقد حددت لي موعد الولادة لان ولادتي قيصرية وسبحان الله لم أكن مرتاحة أبدا قبل دخولي غرفة الولادة، حيث انتابني إحساس غريب جداً و أخبرت به أخواتي فقلن لي أنه وسوسة الشيطان وبعد ولادتي سألت الممرضات فلم تجاوبني أي منهن... فعرفت بعدها أن طفلي خرج للحياة وهو ميت (مزرق) ركض به الأطباء إلى غرفة العناية المركزة للأطفال وتعرض لصدمات كهربائية لإعادة ضربات قلبه لصدره الصغير وكتب له الله تعالى الحياة من جديد بإذن الله وبعد أسابيع وقد قال لنا الطبيب إن الخطأ الطبي هو خطأ بموعد الولادة!!
فقد تم إجراء العملية القيصرية بنهاية الشهر الثامن وعندما طلبنا التحقيق في الأمر أنكروا ذلك وقالوا بل إن رئة الطفل لم تكتمل وهذا أمر طبيعي في بعض الولادات!!
والحقائق العلمية تثبت عكس ما صرح به الأطباء، فالجنين تكتمل أجزاء جسده في إكماله الشهر التاسع والرئة لا تكتمل الا باكمال الجنين الشهر التاسع.. إنهم وبكل صراحة يحسبون أننا أغبياء ويتناسون أننا نحمد الله على لطف الله بنا وبحياة طفلنا.
وبإنكارهم للحقيقة انتهى المشهد وأغلق الملف الذي لم أنسه أبدا ما حييت وقد قررت ان اذهب الى مستشفى خاص في ولاداتي القادمة، فلم اعد أثق بالمستشفى أبدا!!

وتعتبر أم صالح..( قطرية) مستشفى الولادة كابوسا يطاردها منذ الحمل وحتى الولادة.

وتقول: تخيلي معي ذلك الموقف الحي الذي عشت من خلاله ساعات وساعات.. كان لدي موعد مسبق لإجراء عملية قيصرية ولكن قرر الاطباء دخولي لغرفة الولادة، حاولت إقناعهم بأن جميع ولاداتي قيصرية إلا أنهم رفضوا وبشدة وقالوا هذه المرة غير!! المهم جاءني الطلق قبل موعد العملية الجراحية (القيصرية) فقرر الأطباء دخولي كما اسلفت غرفة الولادة.. ذهلت وحاولت اقناع طبيبة الطوارئ بحالتي الصحية وحالة اطفالي السابقين وطلبت منها التدقيق في ملفي الطبي إلا أنهم أدخلوني غرفة الولادة الطبيعية رغماً عن أنفي... وجلست أتجرع أنواع الألم إلى أن وصلت إلى قمته والممرضات يضحكن ويتبادلن أطراف الحديث عن التنزيلات والطبخ وكأنني غير موجودة!!

وعندها صرخت بأعلى صوتي بقولي (أدخلوني غرفة العمليات طلعت روحي ارحموني) حينها سمعت صراخي طبيبة أخرى كانت طيبة القلب جزاها الله كل خير.. أقبلت علي وشرحت لها حالتي فصرخت فيهن لماذا تركتوها تتألم وهي ولادتها قيصرية!!
وولدت ولكن في الحقيقة اعتبر ولادة طفلتي هذه ولادتين ولادة طبيعية وولادة قيصرية وسؤالي: من المعروف أنه بعد ولادتين قيصريتين من الخطر أن تلد المرأة ولادة طبيعية لان الرحم ينفجر بذلك.. فلماذا يتركونني أتألم إلى قمة الولادة الطبيعية دون أن يكون بجانبي إلا الممرضات!!

تجربة أم عبدالله..( قطرية) أكثر وضوحا حيث تروي قصتها بالقول:

خرجت من الولادة ورجلي ملفوفة بقطعة من الشاش الأبيض وعندما جاءت الممرضات قالت لي احداهن أنت تعرضت إلى جرح بسبب مشرط الطبيب واعتذرن لي مبررات أن هذه الأخطاء تحدث مع الاعتذار ولكني لم ابالي لأنني رأيت طفلي بخير ولله الحمد! ومازال جرح قدمي بمكانه رغم مرور السنين!
السؤال ما دخل قدمي بالرحم، ألهذه الدرجة يصل بهم الإهمال؟

أم خالد..

كانت ولادتي البكرية التي من خلالها تعرضت لعملية قيصرية احسست بألم شديد شديد في بطني وبعد مرور الطبيبات الدوري الصباحي شرحت حالتي للطبيبة وكانت من جنسية عربية نصحتني بوضع كمادات حارة على بطني وكررتها سوف تريحيك كثيراً.. ولم أكن اعلم هل قالت كلمتها وهي تفكر بموضوع آخر أم أنها متدربة جديدة تطبق تجاربها علي!!
لا علينا.. صدقتها فعلاً و بحكم انها طبيبة وهي أدرى مني ووضعت على بطني الكمادات ولم احس بشئ من شدة الألم ولكن جرح الولادة القيصرية التهب وجلست في المستشفى اسابيع اتعالج بسبب ما أصابني من التهابات وحروق وتشوهات بالبطن... وانا لاأزال أتألم من الولادة وطلبت التحقيق مع الطبيبة بعد إلحاح زوجي ولكن في التحقيق انكرت الطبيبة قولها وقالت انني اتوهم ولم اكن بحالتي الطبيعية وان الأمور اختلطت معي! وجعلتني كالمجنونة والأمر من ذلك شهادة الممرضة معها وهي الدليل الوحيد ولم أجد إلا الصمت والدعاء عليها بجوف الليل ورغم مرور ذلك بوقت طويل إلا انها بقيت في الذاكرة وانا احترق الماً وحسرة على الظلم الذي لحق بي!

قبل أن تبدأ حديثها تتساءل أم محمد (قطرية)
عن ماذا تسألينني؟
عن مأساتي مع مستشفى الولادة..

بكل صراحة عشت مأساة حقيقة أياما واشهرا مرت عليَ وكأنها سنوات طويلة..

وأخيرا تحقق حلمي.. بفضل الله سبحانه وتعالى.. حملت بعد اثنى عشر عاماً ولأنني مريضة سكر كنت اتابع عيادة السكر بالمستشفى وبشكل منتظم.. تحولت إلى عيادة الأم والجنين وفاجأني د. بدر الدين "واخذت بالسرحان" ثم قالت "حسبي الله ونعم الوكيل" المهم كنت حينها بالشهر السابع قال لي بكل أسى وألم انت حامل بجنين (منغولي) وذلك لأنكِ في الأربعين من عمرك.. انكِ كبيرة وجلس وقال لي سأعطيكِ ابرة تصل الى العمود الفقري للجنين فرفضت أخذ الأبرة جلس ليقنعني لكني اصررت على عدم أخذ هذه الابرة، لقد تعبت نفسيتي كثيراً وذهبت الى عيادة خاصة لدكتورة "الله يوفقها دنيا وآخرة" وشرحت لها ماقاله لي الدكتور فضحكت على ماقاله الدكتور ثم سألتني أهذه هي المرة الوحيدة التي تعملين بها – تصويرا فوق الموجات الصوتية – فأجبتها بلا إنها المرة السابعة أو الثامنة لأنني اتابع في عيادة السكر وعيادة علاج الحوامل! ولكن المرة الأولى التي قال لي بها الدكتور بانني احمل بين احشائي جنينا منغوليا ومن المفترض أن الابرة ستصل إلى العمود الفقري للجنين ولكني رفضت.. شكرتني الدكتورة لعدم موافقتي على الإبرة وقالت لي هذه الإبرة لا تنفع وانني في الشهر السابع لأن الجنين قد اكتمل والحمد لله الجنين بصحته وعافيته وجميع اجزاء جسده مكتملة بحسب عدد الأشهر ولا شئ يوحي بأنه جنين منغولي، استهدي بالله وماعليك شر ظللت وانا في حيرة وقلق ونفسية بالحضيض وكل ما اذهب للعيادة يقولون لي نفس الكلام حتى جاء قدر الله ولطفه بحالي وولدت ولله الحمد والشكر طفلا سليما وجميلا حفظه الله لي ولوالده من كل شر ومكروه.

وترتاح أم عبدالرحمن للحديث معنا وتقول:

أنا امرأة وأنت امرأة لا حرج فيما سوف أقوله..

وأنا بدوري أشكركم على تناول مثل هذه التحقيقات الاجتماعية الهادفة والتي حتماً ستخدم شريحة كبيرة من المجتمع القطري.
دخلت غرفة الولادة وكانت ولادتي متعسرة.. طالت فترة إقامتي بغرفة الولادة اثنتين وسبعين ساعة وأنا أتذوق مرارة الألم والحزن.. ليس ألم الولادة فقط انما ألم انقطاعي عن العالم الخارجي.. طلبت منهم أن أخرج من غرفة الولادة لغرفة المرضى إلا أنهم أجابوني أنت بالملاحظة والغرف زحمة وفوق ذلك وضعك ووضع (الجنين بخطر) وان كان فعلاً وضعي ووضع الجنين بخطر، فالسؤال أين العناية بالملاحظة.. لا أحد من الاطباء عدا الممرضات اللاتي أشاهدهن حين تغيير وقت الدوام وكل ما يأتي يوم آخر أشاهد من تركتني أمس وأول امس حتى تزيدني ألماً وحزناً بجملتها المتكررة (أوه مدام أنت للحين ما في ولادة) وينتهي المشهد حتى اليوم الآخر، بالفعل أحسست بإحساس غريب ورهيب، أحسست وكأنني في أول منازل الآخرة نعم بالقبر ما هو الفرق بالله عليك!!
ثم تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله... دعوت الله وطلبت منهم أن تتحول ولادتي إلى عملية قيصرية خوفاً على صحة الجنين ولكن لا حياة لمن تنادي.. وجاء الرد بأصبري.. دام صمت العذاب وحلاوة الصبر الفرج من الله (سبحانه وتعالى).. أتاني المخاض وأحسست بأن جنيني بدأ يدفع بنفسه للخروج للحياة، يصارع بين أحشائي وأنا أصرخ وأنادي انجدوا طفلي لا أحد بجانبي عدا شقيقتي التي دفعت الشئ الكثير من (البقشيش ودهان السير) للممرضات ومسؤولة غرف الولادة للدخول علي، كانت شقيقتي تؤازرني وتقول لي استهدي بالله تحسبني جننت.. بينما أنا كنت تحت غطاء أبيض وأقسمت لها بأن رأس (طفلي) خرج وقد يختنق إن لم يخرج بطريقة صحيحة شاهدت شقيقتي وضعي ووضع الطفل وهو يخرج من بين احشائي فأخذت تصرخ بأعلى صوتها و بينما نحن نسمع صوت الممرضات وهن يضحكن ويتبادلن أطراف الحديث الخارجية والخاصة.

أتت رحمة الله ودخلت علي الممرضة فطردت شقيقتي من الغرفة بينما خرج طفلي للحياة وأنا أتضرع لله طمعاً في قدرته أن ينجي طفلي من أيديهن والحمد لله ما هي الا ساعة وأتى لي طفلي وهو بخير.

"الله المنتقم" هكذا بدأت أم مريم معنا الحديث..

والله لو يسكرون مستشفى الولادة ابرك لهم ولنا.. أنا مصابة بمرض السكر منذ صغري.. وأصبت بمرض الضغط أثناء الحمل.. راجعت عيادة الحوامل فقالوا الحمد لله كل شئ تمام، ففي كل زيارة تختلف الطبيبة ولا أعلم سبب ذلك وأن قلت لهم أريد الطبية الفلانية يقولون لي انها ليست بالجدول بالرغم من أنني أخذت الموعد المسبق لعيادة الطبيبة والتي تعرف حالتي.. بينما يقولون لي ما سبب اعتراضك كل شئ مكتوب بالملف والسؤال هنا ان كان كل شئ مكتوبا بالملف فلماذا أقوم بالشرح المفصل عن حالتي في كل مرة ولكل طبيبة... المهم أعطتني الطبيبة تحويلا على عيادة العيون وقالت لي اذهبي للفحص، قلت لها الحمد لله لا اعاني من أي شئ في عيوني وكان الموعد في العيادة الخارجية بمستشفى حمد.. ذهب الموعد بعد طول انتظار فحصت على العين فقال لي انتهى الفحص سألت ما هي النتيجة قال النتيجة بالملف ستجدينها في ملف الولادة.. طبعاً انتظرت وانا على أعصابي ذهبت للموعد بمستشفى الولادة فإذ بالطبية تقول لي عند دخولك الشهر التاسع سيتم تحويلك لإجراء عملية جراحية (القيصرية) سألتها عن السبب فأجابتني لأنه لو ولدت ولادة طبيعية ستصابين بانفجار في الأوعية والشعيرات الدموية بالعين ومن ثم ستصابين بالعمى.. أتفضلين أن تلدي بالسلامة وأنت تشاهدين طفلك أم تفقدين البصر و عدم مشاهدة أحلى لحظة وهي ولادة طفلك.. لم أعي ما تقول وأظلمت الدنيا بوجهي وتعرضت لحالة نفسية صعبة جداً جداً... فقرر زوجي أن نسافر للخارج لفحص انسجة العيون لديهم وبالفعل وبالرغم من معاناتي كامرأة حامل بالشهر الثامن جازفت بحياتي وحياة طفلي وصعدت الطائرة وسافرت وفحصت كل ذلك طبعاً تطلب مجهودا ومصاريف و.... أشياء لظروف اخرى ولكن ما العمل.. وقبل أن يتم الفحص ضحكت الطبيبة لمجرد سماعها بتشخيص الطبيبة بالدوحة وقالت كبري عقلك أنا بروفيسور عيون لم أسمع ولا مرة بحياتي الكلام الذي تقولينه ولا توجد حالة مرضية واحدة بالعالم فقدت بصرها من خلال الولادة وأنت بخير100% وكل ما قالوه لك هراء بهراء والحمد لله ولدت ولادة طبيعية بالرغم من الحالة النفسية والوسواس الذي أصبت به أثناء الولادة و فترة مكوثي بغرفة الولادة!!

تضحك أم علي كثيرا عند ذكر مستشفى الولادة وتقول:

يالله بحسن الخاتمة... لدي طفلان وأحمد الله على نعمة الانجاب ولا أفكر أن أحمل ولا الد إلا إذا تغيرت سياسة وطاقم مستشفى الولادة.. وبصراحة لا يقتصر الموضوع على مستشفى الولادة فقط انما مستشفى حمد أيضاً نفس الاخطاء وقد تكون أكثر.. المهم ولدت والحمد لله طبعاً بعد معاناة بين الأطباء والمختبرات ودهاليز مستشفى الولادة.. والحمد لله كثر ما نسمع ونشوف ما عادت الثقة موجودة بيننا وبين الأطباء.. دخلوا علي غرفتي الخاصة واخرجوا منها ضيوفي وقالوا لي سوف تمكثين معنا بالمستشفى أربعة أو خمسة أيام على الأقل لعمل بعض الفحوصات الطبية.. وبعد الاستفسارات والحوارات معهم وافقت على ما قالوه بالطبع نفسيتي تأثرت كثيراً لأنهم قالوا لي بأن وظائف الكلى قد تعطلت نتيجة الزلال الذي جاء لي بسبب الحمل.

وبعد الفحوصات وعمل زراعة (للبول) قالوا لي اليك الجدول: التوقف عن الرضاعة الطبيعية لطفلك.

أخذ هذا العلاج مدة شهر وبعدها سنقرر متى سيكون لك موعد لغسل الكلى!!

طبعاً انصرعت فأموري الصحية على ما يرام وبكل صراحة توهمت المرض و أصبحت الكلى تؤلمني تغير حالي تعبت جداً تردى حالي.. لم أعتني بطفلي، حيث أخذت طفلي شقيقتي رأفة بحالي.. بينما زوجي أخذني للخارج وعملت الفحوصات وأخذنا الأدوية معنا.. فضحك الطبيب بالخارج علينا وقال كل ذلك كلام فاضي وعلى العكس لو استمررت على هذه الأدوية لمدة أسبوع لتعطلت وظائف الكلى لديك.. فأخذ بالأدوية وقذف بها في سلة المهملات وسألته هل لي وصفة طبية فقال لي وصفتك هي أن تذهبي لطفلك وأرضعيه رضاعة طبيعية قبل أن يجف الحليب بصدرك ولا تراجعي أطباءك بالدوحة!!

ولكن أترين ما هو ثمن كلامهم هو أنني تعرضت لمرض نفسي نتيجة الوسواس الذي بسببه راجعت العيادات النفسية و الحمد لله على لطف الله بحالي.

وتبقى قصة عمرها يومان فقط حدثت لسيدة قطرية أثر ما سمعت من قصة المرأة التي توفت بعد ولادتها بسبب خطأ طبي. تقول السيدة ام محمد:

أنا في الشهر الخامس وحالتي ولله الحمد مستقرة، ولكني تأثرت كثيراً بحالة السيدة التي كشف الاعلام حالتها بشكوى ذويها رحمها الله تعالى وغفر لها وانتابني خوف شديد ورعب في داخلي من موضوع الولادة وزوجي دائماً ما يخفف عني بقوله سوف تلدين بأي مستشفى تشائين لا داعي للقلق والمال لا يهم بقدر صحتكِ وصحة طفلك القادم.. اتصل على امي ليل نهار اشكو لها خوفي الشديد ووالدتي أطال الله في عمرها تنصحني بان اطرد هذه الأفكار وان ما حدث للسيدة قضاء وقدر وسوف يأخذون حقهم إن شاء الله، ولكن نفسيتي وصلت للحضيض وأصبح تفكيري منشلا لا تفكير إلا بالولادة وما سيحدث فيها!! وأحسست بشئ غريب في بطني.. أحس بان طفلي بدأ يتكور ويتحجر بين أحشائي.. فيزداد خوفي وفجأة لم اعد أحس بنبضات قلبه وفقدت الإحساس بحركته وبدأ الالم يزيد فذهبت إلى المستشفى ولكن رفضت أن اذهب إلى مستشفى الولادة وفضلت الذهاب إلى احد المستشفيات الخاصة للولادة وبالفعل ما أن وصلت حتى أجهضت وسقط طفلي دون ذنب إلا انني مررت بالحقيقة بحالة نفسية فقدت فيها السيطرة على تفكيري واعتزلت الناس ومن حولي! اعلم أن هذا مقدر ومكتوب وان الرازق هو الله والأعمار بيده ولكني بالفعل كنت أفكر بغرفة الولادة ليل نهار ولم أستطع التحكم بأعصابي ونفسيتي! سامحهم الله!

عزيزي الطبيب عزيزتي الطبيبة..

كفوا عن إصراركم على إدخال المريضة إلى غرفة الولادة الطبيعية مع العلم بأن ولادتها قيصرية!!


جواهر بوجسوم البدر  و موزه بوجسوم البدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق